الشعارات الدينية في الاستخدام بين الرفض والتبرير
صفحة 1 من اصل 1
الشعارات الدينية في الاستخدام بين الرفض والتبرير
تحدث ممدوح إسماعيل، نائب رئيس حزب الأصالة السلفي عن
قرار اللجنة العليا للانتخابات بمنع استخدام الشعارات الدينية في
الانتخابات، مشيرا إلى أن اللجنة ليس من حقها إصدار قرارات تخالف الدستور؛
فيما يتعلق باستخدام الشعارات الدينية، وأوضح أن اللجنة كان عليها إقرار
منع استخدام الشعارات الطائفية وليس الدينية التي تعبر عن هوية الشعب،
مشيرا إلى أن من حق أي شخص أو حزب استخدام الشعارات التي يراها مناسبة.
ونوه إلى أن دولة الشريعة لا تختلف عن القانون، مشيرا
إلى أن أساس الخلاف بين التيارات الإسلامية والتيارات العلمانية
والليبرالية هو حول هوية الشعب المصري؛ خاصة وان هذه الهوية قد غابت في
فترة حكم حسني مبارك، والذي اعتقل نحو 500 ألف من المسلمين، وأشار إلى أن
الدين الإسلامي شامل ويتضمن تشريعات لحل كل مشكلات الحياة ولذلك فقد اتجهت
بعض الدول الغربية لاستنباط بعض أحكامه في حل عدد من مشكلاتها.
بينما شدد الدكتور حسن نافعة، كاتب ومفكر سياسي على
أهمية تحديد الهدف من استخدام الشعار الديني من حيث كونه دينيا أم سياسيا،
مشيرا إلى أن اللجنة العليا للانتخابات من حقها وضع الضوابط اللازمة لسلامة
العملية الانتخابية؛ ولذلك يمكنها رفض استخدام الشعارات الدينية في
الانتخابات.
وأوضح أن فتح الباب أمام استخدام الشعارات الدينية في
الانتخابات للتيارات الإسلامية كشعار "الإسلام هو الحل"؛ سيفتح الباب أمام
استخدام تيارات أخرى غير إسلامية أو ليبرالية إلى شعارات تتعارض مع ذلك أو
تعبر عن توجه ديني مختلف، وهو ما سيخرج العملية الانتخابية من المنافسة
السياسية إلى المنافسة الدينية، واعتقد أن استخدام الشعارات الدينية لن
يكون حاسما في الانتخابات نظرا لوعي الناخبين بالقوى السياسية المتنافسة في
الانتخابات.
وأشار إلى أن بعض التيارات الإسلامية تصدر أحكام
دينية على أنها مسلمة من الدين، وليس على انه تعبر عن اجتهاده في تفسير
النصوص الدينية واستنباط الأحكام المختلفة منه، موضحا أن استخدام احد
التيارات الإسلامية لشعار الإسلام هو الحل قد يعني نفي الاحتكام إلى
الإسلام عن غيرهم.
ومن جانب أخر، رفض الدكتور احمد أبو بركة، المستشار
القانوني لحزب الحرية والعدالة اعتبار البعض أن استخدامهم شعار "الإسلام هو
الحل" هو نوع من تزوير إرادة الشعب المصري؛ لافتا إلى أن الشعب أكثر وعيا
من أن يتم تزوير إرادته.
وأوضح أن القانون هو ما يحدد الموقف من استخدام
الشعارات الدينية أو غيرها من عدمه؛ دون الاستناد إلى مطالبة بعض الأحزاب،
مشيرا إلى أن العمل السياسي لا يختلف عن العمل الديني والدعوي، وقال إن
شعار "الإسلام هو الحل" هو شعار دستوري ويعبر عن واقع مصري، كما انه الشعار
العام لحزب الحرية والعدالة ليبين المرجعية والذي سينبثق عنه عدة شعارات
أخرى تتعلق بكل مجال على حده كالصحة والتعليم وغيرهما
وأكد أن شعار "الإسلام هو الحل" لا يتضمن تمييزا ضد أي فئة من فئات المجتمع، لافتا إلى أن أحكام الإسلام ثابتة رغم اختلاف الأزمان.
أعرب الدكتور السعيد كامل، رئيس حزب الجبهة
الديمقراطية عن رفض استخدام الشعارات الدينية في الانتخابات، مشيرا إلى أن
شعار "الإسلام هو الحل" يوحي بأن من يرفعه هو من يتحدث باسم الإسلام ويطبقه
دون غيره، وهو ما يحول الصراع السياسي إلى صراع ديني غير مقبول.
وأضاف أن من حق أي شخص استنباط أحكام الإسلام
وتطبيقها على ارض الواقع دون رفع شعارات دينية قد تؤدي إلى الدخول في صراع
ديني، مشيرا إلى أن الليبرالية تؤكد حق كل شخص في اعتقاد ما شاء وتطبيقه،
وأوضح أن التيارات الإسلامية لم تتحدث عن آليات تطبيق الشريعة الإسلامية
على ارض الواقع.
ونوه خلال اللقاء الذي جمع بينهم في برنامج "ممكن" مع
الإعلامي خيري رمضان على قناة "سي بي سي" الفضائية إلى عدم اعتراضه على
استنباط الأحكام من الشريعة الإسلامية، إلا انه رفض استخدام الشعارات
الدينية في الانتخابات، خاصة وان على القوى السياسية المختلفة طرح برامجها
حول الموقف من الأوضاع والقضايا المختلفة في الدولة.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى