قبس من نور القرآن سورة الشرح
صفحة 1 من اصل 1
قبس من نور القرآن سورة الشرح
سورة الشرح
سورة مكية ، آياتها
8 نزلت هذه السورة بعد سورة الضحى . وكأنها تكملة لها . فيها ظل العطف
الندي . وفيها روح المناجاة الحبيب . وفيها استحضار مظاهر العناية .
واستعراض مواقع الرعاية . وفيها البشرى باليسر والفرج . وفيها التوجيه إلى
سر اليسر وحبل الاتصال الوثيق . .
...
(ألم نشرح لك صدرك ? ووضعنا عنك وزرك . الذي أنقض ظهرك ? ورفعنا لك ذكرك ?)
وهي
توحي بأن هناك ضائقة كانت في روح الرسول [ ص ] لأمر من أمور هذه الدعوة
التي كلفها , ومن العقبات الوعرة في طريقها ; ومن الكيد والمكر المضروب
حولها . . توحي بأن صدره [ ص ] كان مثقلا بهموم هذه الدعوة الثقيلة , وأنه
كان يحس العبء فادحا على كاهله . وأنه كان في حاجة إلى عون ومدد وزاد ورصيد
. .
ثم كانت هذه المناجاة الحلوة , وهذا الحديث الودود !
(ألم
نشرح لك صدرك ?). . ألم نشرح صدرك لهذه الدعوة ? ونيسر لك أمرها ? .
ونجعلها حبيبة لقلبك , ونشرع لك طريقها ? وننر لك الطريق حتى ترى نهايته
السعيدة !
فتش في صدرك - ألا تجد فيه الروح والانشراح والإشراق
والنور ? واستعد في حسك مذاق هذا العطاء , وقل:ألا تجد معه المتاع مع كل
مشقة والراحة مع كل تعب , واليسر مع كل عسر , والرضى مع كل حرمان ?
(ووضعنا
عنك وزرك الذي أنقض ظهرك). . ووضعنا عنك عبئك الذي أثقل ظهرك حتى كاد
يحطمه من ثقله . . وضعناه عنك بشرح صدرك له فخف وهان . وبتوفيقك وتيسيرك
للدعوة ومداخل القلوب . وبالوحي الذي يكشف لك عن الحقيقة ويعينك على التسلل
بها إلى النفوس في يسر وهوادة ولين .
من الاية 4 الى آخر السورة
وَرَفَعْنَا
لَكَ ذِكْرَكَ (4) فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (5) إِنَّ مَعَ
الْعُسْرِ يُسْراً (6) فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ
فَارْغَبْ (
ألا تجد ذلك في العبء الذي أنقض ظهرك ? ألا تجد عبئك خفيفا بعد أن شرحنا لك صدرك ?
(ورفعنا
لك ذكرك). . رفعناه في الملأ الأعلى , ورفعناه في الأرض , ورفعناه في هذا
الوجود جميعا . . رفعناه فجعلنا اسمك مقرونا باسم الله كلما تحركت به
الشفاه:
"لا إله إلا الله . محمد رسول الله" . . وليس بعد هذا رفع ,
وليس وراء هذا منزلة . وهو المقام الذي تفرد به [ ص ] دون سائر العالمين .
.
ورفعنا لك ذكرك في اللوح المحفوظ , حين قدر الله أن تمر القرون ,
وتكر الأجيال , وملايين الشفاه في كل مكان تهتف بهذا الأسم الكريم , مع
الصلاة والتسليم , والحب العميق العظيم .
ورفعنا لك ذكرك . وقد
ارتبط بهذا المنهج الإلهي الرفيع . وكان مجرد الاختيار لهذا الأمر رفعة ذكر
لم ينلها أحد من قبل ولا من بعد في هذا الوجود . .
فأين تقع المشقة والتعب والضنى من هذا العطاء الذي يمسح على كل مشقة وكل عناء ?
ومع هذا فإن الله يتلطف مع حبيبه المختار , ويسري عنه , ويؤنسه , ويطمئنه ويطلعه على اليسر الذي لا يفارقه:
(فإن مع العسر يسرا . إن مع العسر يسرا). .
إن
العسر لا يخلو من يسر يصاحبه ويلازمه . وقد لازمه معك فعلا . فحينما ثقل
العبء شرحنا لك صدرك , فخف حملك , الذي أنقض ظهرك . وكان اليسر مصاحبا
للعسر , يرفع إصره , ويضع ثقله .
وإنه لأمر مؤكد يكرره بألفاظه:
(فإن مع العسر يسرا . إن مع العسر يسرا). . وهذا التكرار يشي بأن الرسول [ ص
] كان في عسرة وضيق ومشقة , اقتضت هذه الملاحظة , وهذا التذكير , وهذا
الاستحضار لمظاهر العناية , وهذا الاستعراض لمواقع الرعاية , وهذا التوكيد
بكل ضروب التوكيد . . والأمر الذي يثقل على نفس محمد هكذا لا بد أنه كان
أمرا عظيما . .
ثم يجيء التوجيه الكريم لمواقع التيسير , وأسباب
الانشراح , ومستودع الري والزاد في الطريق الشاق الطويل: (فإذا فرغت فانصب .
وإلى ربك فارغب). .
إن مع العسر يسرا . . فخذ في أسباب اليسر
والتيسير . فإذا فرغت من شغلك مع الناس ومع الأرض , ومع شواغل الحياة . .
إذا فرغت من هذا كله فتوجه بقلبك كله إذن إلى ما يستحق أن تنصب فيه وتكد
وتجهد . . العبادة والتجرد والتطلع والتوجه . .(وإلى ربك فارغب). . إلى ربك
وحده خاليا من كل شيء حتى من أمر الناس الذين تشتغل بدعوتهم . . إنه لا بد
من الزاد للطريق . وهنا الزاد . ولا بد من العدة للجهاد . وهنا العدة . .
وهنا ستجد يسرا مع كل عسر , وفرجا مع كل ضيق . . هذا هو الطريق !
وتنتهي
هذه السورة كما انتهت سورة الضحى , وقد تركت في النفس شعورين
ممتزجين:الشعور بعظمة الود الحبيب الجليل الذي ينسم على روح الرسول [ ص ]
من ربه الودود الرحيم . والشعور بالعطف على شخصه [ ص ] ونحن نكاد نلمس ما
كان يساور قلبه الكريم في هذه الآونةالتي اقتضت ذلك الود الجميل .
إنها
الدعوة . هذه الأمانة الثقيلة وهذا العبء الذي ينقض الظهر . وهي مع هذا
وهذا مشرق النور الإلهي ومهبطه , ووصلة الفناء بالبقاء , والعدم بالوجود
سورة مكية ، آياتها
8 نزلت هذه السورة بعد سورة الضحى . وكأنها تكملة لها . فيها ظل العطف
الندي . وفيها روح المناجاة الحبيب . وفيها استحضار مظاهر العناية .
واستعراض مواقع الرعاية . وفيها البشرى باليسر والفرج . وفيها التوجيه إلى
سر اليسر وحبل الاتصال الوثيق . .
...
(ألم نشرح لك صدرك ? ووضعنا عنك وزرك . الذي أنقض ظهرك ? ورفعنا لك ذكرك ?)
وهي
توحي بأن هناك ضائقة كانت في روح الرسول [ ص ] لأمر من أمور هذه الدعوة
التي كلفها , ومن العقبات الوعرة في طريقها ; ومن الكيد والمكر المضروب
حولها . . توحي بأن صدره [ ص ] كان مثقلا بهموم هذه الدعوة الثقيلة , وأنه
كان يحس العبء فادحا على كاهله . وأنه كان في حاجة إلى عون ومدد وزاد ورصيد
. .
ثم كانت هذه المناجاة الحلوة , وهذا الحديث الودود !
(ألم
نشرح لك صدرك ?). . ألم نشرح صدرك لهذه الدعوة ? ونيسر لك أمرها ? .
ونجعلها حبيبة لقلبك , ونشرع لك طريقها ? وننر لك الطريق حتى ترى نهايته
السعيدة !
فتش في صدرك - ألا تجد فيه الروح والانشراح والإشراق
والنور ? واستعد في حسك مذاق هذا العطاء , وقل:ألا تجد معه المتاع مع كل
مشقة والراحة مع كل تعب , واليسر مع كل عسر , والرضى مع كل حرمان ?
(ووضعنا
عنك وزرك الذي أنقض ظهرك). . ووضعنا عنك عبئك الذي أثقل ظهرك حتى كاد
يحطمه من ثقله . . وضعناه عنك بشرح صدرك له فخف وهان . وبتوفيقك وتيسيرك
للدعوة ومداخل القلوب . وبالوحي الذي يكشف لك عن الحقيقة ويعينك على التسلل
بها إلى النفوس في يسر وهوادة ولين .
من الاية 4 الى آخر السورة
وَرَفَعْنَا
لَكَ ذِكْرَكَ (4) فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (5) إِنَّ مَعَ
الْعُسْرِ يُسْراً (6) فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ
فَارْغَبْ (
ألا تجد ذلك في العبء الذي أنقض ظهرك ? ألا تجد عبئك خفيفا بعد أن شرحنا لك صدرك ?
(ورفعنا
لك ذكرك). . رفعناه في الملأ الأعلى , ورفعناه في الأرض , ورفعناه في هذا
الوجود جميعا . . رفعناه فجعلنا اسمك مقرونا باسم الله كلما تحركت به
الشفاه:
"لا إله إلا الله . محمد رسول الله" . . وليس بعد هذا رفع ,
وليس وراء هذا منزلة . وهو المقام الذي تفرد به [ ص ] دون سائر العالمين .
.
ورفعنا لك ذكرك في اللوح المحفوظ , حين قدر الله أن تمر القرون ,
وتكر الأجيال , وملايين الشفاه في كل مكان تهتف بهذا الأسم الكريم , مع
الصلاة والتسليم , والحب العميق العظيم .
ورفعنا لك ذكرك . وقد
ارتبط بهذا المنهج الإلهي الرفيع . وكان مجرد الاختيار لهذا الأمر رفعة ذكر
لم ينلها أحد من قبل ولا من بعد في هذا الوجود . .
فأين تقع المشقة والتعب والضنى من هذا العطاء الذي يمسح على كل مشقة وكل عناء ?
ومع هذا فإن الله يتلطف مع حبيبه المختار , ويسري عنه , ويؤنسه , ويطمئنه ويطلعه على اليسر الذي لا يفارقه:
(فإن مع العسر يسرا . إن مع العسر يسرا). .
إن
العسر لا يخلو من يسر يصاحبه ويلازمه . وقد لازمه معك فعلا . فحينما ثقل
العبء شرحنا لك صدرك , فخف حملك , الذي أنقض ظهرك . وكان اليسر مصاحبا
للعسر , يرفع إصره , ويضع ثقله .
وإنه لأمر مؤكد يكرره بألفاظه:
(فإن مع العسر يسرا . إن مع العسر يسرا). . وهذا التكرار يشي بأن الرسول [ ص
] كان في عسرة وضيق ومشقة , اقتضت هذه الملاحظة , وهذا التذكير , وهذا
الاستحضار لمظاهر العناية , وهذا الاستعراض لمواقع الرعاية , وهذا التوكيد
بكل ضروب التوكيد . . والأمر الذي يثقل على نفس محمد هكذا لا بد أنه كان
أمرا عظيما . .
ثم يجيء التوجيه الكريم لمواقع التيسير , وأسباب
الانشراح , ومستودع الري والزاد في الطريق الشاق الطويل: (فإذا فرغت فانصب .
وإلى ربك فارغب). .
إن مع العسر يسرا . . فخذ في أسباب اليسر
والتيسير . فإذا فرغت من شغلك مع الناس ومع الأرض , ومع شواغل الحياة . .
إذا فرغت من هذا كله فتوجه بقلبك كله إذن إلى ما يستحق أن تنصب فيه وتكد
وتجهد . . العبادة والتجرد والتطلع والتوجه . .(وإلى ربك فارغب). . إلى ربك
وحده خاليا من كل شيء حتى من أمر الناس الذين تشتغل بدعوتهم . . إنه لا بد
من الزاد للطريق . وهنا الزاد . ولا بد من العدة للجهاد . وهنا العدة . .
وهنا ستجد يسرا مع كل عسر , وفرجا مع كل ضيق . . هذا هو الطريق !
وتنتهي
هذه السورة كما انتهت سورة الضحى , وقد تركت في النفس شعورين
ممتزجين:الشعور بعظمة الود الحبيب الجليل الذي ينسم على روح الرسول [ ص ]
من ربه الودود الرحيم . والشعور بالعطف على شخصه [ ص ] ونحن نكاد نلمس ما
كان يساور قلبه الكريم في هذه الآونةالتي اقتضت ذلك الود الجميل .
إنها
الدعوة . هذه الأمانة الثقيلة وهذا العبء الذي ينقض الظهر . وهي مع هذا
وهذا مشرق النور الإلهي ومهبطه , ووصلة الفناء بالبقاء , والعدم بالوجود
الفارس- عدد المساهمات : 62
تاريخ التسجيل : 04/04/2011
مواضيع مماثلة
» تفسير سورة الضحى
» مقال جديد للاستاذ منير(سورة الثلاثين من فبراير فى امياى)
» بالصور الكهف الذي تحدثت عنه سورة الكهف
» مقال جديد للاستاذ منير(سورة الثلاثين من فبراير فى امياى)
» بالصور الكهف الذي تحدثت عنه سورة الكهف
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى