خربشات......
صفحة 1 من اصل 1
خربشات......
الإنسانُ كما نعلم- أخي الكريم - قبضة ٌمن طينٍ ونفحةٍ من روح..جَسَدٌ يتحركُ بأجهزته العضوية العاملة،ينفعل ويتفاعلُ مع مقتضياتِ المادةِ،وهو زخمٌ من المشاعر والأحاسيس التي تحدد مَسارَه الفكري والوجداني وترتب له أولوياتُ الولاء والبَراء ،والرفض والقبول،وتحدد له معايير الجمال والقبح في الأشياء
ولعلَّ الحكماءَ والعقلاء وأصحاب الحِجـــى،يتفقون تماماً على أن جذوة المشاعر في الإنسان هي في الحقيقةِ مَنْ تحسسه بنكهة الحياةِ أو بلادتها...بحرارة الحياة أو برودتها...بقيمة الحياة أو انتفائها
الأمرُ تماماً يشبه هنا الإحساس بشم العَبَق في الزهرة و الشعور الشذي بنكهته
جهاز الأنف بما يحتوي من استشعاراتٍ بيولوجية-وهو هنا الجانب المادي في الإنسان-هو في الحقيقة مَنْ ينقل عينة العَبق من قلب الرحيق إلى مجسات الأنف لتتم ردة الفعل بالشم أثناء ذلك
أما المشاعر-وهي الجانب الروحي-فهيَ التي تستعبق العَبَقَ وتترجمه إلى معنى جميل في غاية الرقة والسلاسة
لذلكَ ليسَ عجباً أن نسمعَ الشاعر العربي الحكيم يَصدح بقوله :
لسانُ الفتى نصفٌ،ونصفٌ فؤادُه ** فلمْ تبْقَ غيْرُ صورةِ اللحم والدم
أو أن نسمعَ قولَ الآخــــر :
أقبلْ على النفس واستكمِلْ فضائلـَـهَا ** فأنتَ بالروح لا بالجسْم إنسانُ
نـَــعَمْ....بمقدار زخم المشاعر التي تستكن في دواخلنا،فنتحسس حرارَتها في ذواتنا تجاه العالمَ الذي يُحيط بنا،بمقدار ما نتأثرُ ونؤثـِّرُ في الآخرين،وننفعل ونتفاعل
ولن يختلف اثنان أبداً- أخي الكريم-على أن التجريحَ والإهانة التي قد تحدث لمشاعر شخص مَّا من شخص آخر-ولو عَرَضاً من غير قصدٍ-قد يترتبُ عنه أخدودٌ من الآلام،يَصعُبُ محوُهُ أو نسيانـُه في القريب العاجل،وربما بقيَتْ منه رواسبَ على كَرِّ الغداة ومَر العَشِيِّ
رُبَّ كلمةٍ طائشةٍ،يهمس بها صديقٌ لصديقه،لم يُقدِّرْ لأمرها ولا لخطورتها شيئاً..يقولـُها مِزاحاً وتبسطاً،تتركُ في نفسه جرحاً غائراً من القسوة والألم كعاهةٍ مستديمةٍ في رشحة مشاعره لا ينساها أبداً
فما بالنا إن كانت الإهانة عن قصدٍ وكان التجريحُ متعَمَّداً...؟؟
الحقيقة-أخي الكريم-أننا نـُبتلى بين الحين والحين بأناسٍ،ماتتْ في قرارتهم روافدِ الإحساس بمشاعر الغيْر،فينطلقون في تعاملاتهم لا يرقبون في شعور إلاًّ ولا ذمة...تنطلق ألسنتهم كالرصاص الطائش لا تلوي على شي،تذبح هذا باستهزاء،وتقتل ذلك بإحراج،وتـُجهز على نفسية ذلكَ بالتنابز والهمز واللمز،ثم في بلادة واضحةٍ،لا ترى منهم حِسًّا ولا ركزاً
فهلا نراعي الله في أحاسيس ومشاعر الآخرين
ولعلَّ الحكماءَ والعقلاء وأصحاب الحِجـــى،يتفقون تماماً على أن جذوة المشاعر في الإنسان هي في الحقيقةِ مَنْ تحسسه بنكهة الحياةِ أو بلادتها...بحرارة الحياة أو برودتها...بقيمة الحياة أو انتفائها
الأمرُ تماماً يشبه هنا الإحساس بشم العَبَق في الزهرة و الشعور الشذي بنكهته
جهاز الأنف بما يحتوي من استشعاراتٍ بيولوجية-وهو هنا الجانب المادي في الإنسان-هو في الحقيقة مَنْ ينقل عينة العَبق من قلب الرحيق إلى مجسات الأنف لتتم ردة الفعل بالشم أثناء ذلك
أما المشاعر-وهي الجانب الروحي-فهيَ التي تستعبق العَبَقَ وتترجمه إلى معنى جميل في غاية الرقة والسلاسة
لذلكَ ليسَ عجباً أن نسمعَ الشاعر العربي الحكيم يَصدح بقوله :
لسانُ الفتى نصفٌ،ونصفٌ فؤادُه ** فلمْ تبْقَ غيْرُ صورةِ اللحم والدم
أو أن نسمعَ قولَ الآخــــر :
أقبلْ على النفس واستكمِلْ فضائلـَـهَا ** فأنتَ بالروح لا بالجسْم إنسانُ
نـَــعَمْ....بمقدار زخم المشاعر التي تستكن في دواخلنا،فنتحسس حرارَتها في ذواتنا تجاه العالمَ الذي يُحيط بنا،بمقدار ما نتأثرُ ونؤثـِّرُ في الآخرين،وننفعل ونتفاعل
ولن يختلف اثنان أبداً- أخي الكريم-على أن التجريحَ والإهانة التي قد تحدث لمشاعر شخص مَّا من شخص آخر-ولو عَرَضاً من غير قصدٍ-قد يترتبُ عنه أخدودٌ من الآلام،يَصعُبُ محوُهُ أو نسيانـُه في القريب العاجل،وربما بقيَتْ منه رواسبَ على كَرِّ الغداة ومَر العَشِيِّ
رُبَّ كلمةٍ طائشةٍ،يهمس بها صديقٌ لصديقه،لم يُقدِّرْ لأمرها ولا لخطورتها شيئاً..يقولـُها مِزاحاً وتبسطاً،تتركُ في نفسه جرحاً غائراً من القسوة والألم كعاهةٍ مستديمةٍ في رشحة مشاعره لا ينساها أبداً
فما بالنا إن كانت الإهانة عن قصدٍ وكان التجريحُ متعَمَّداً...؟؟
الحقيقة-أخي الكريم-أننا نـُبتلى بين الحين والحين بأناسٍ،ماتتْ في قرارتهم روافدِ الإحساس بمشاعر الغيْر،فينطلقون في تعاملاتهم لا يرقبون في شعور إلاًّ ولا ذمة...تنطلق ألسنتهم كالرصاص الطائش لا تلوي على شي،تذبح هذا باستهزاء،وتقتل ذلك بإحراج،وتـُجهز على نفسية ذلكَ بالتنابز والهمز واللمز،ثم في بلادة واضحةٍ،لا ترى منهم حِسًّا ولا ركزاً
فهلا نراعي الله في أحاسيس ومشاعر الآخرين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى