الدين بين الاحتقار و الاحتكار

[center]الدين بين الاحتقار و الاحتكار
بقلم / سليمان ربيع
معلم لغة إنجليزية
طرفان مذمومان كلاهما على باطل.ليس الدين هينا ليحتقر أو سلعة لتحتكر ومحتقروه ومحتكروه هما الرجس الذي يدنس ثيابه الطاهر.الفريق الأول المحتقر تفوح أفواههم بعطن دندنات قديمة حديثة تعلي من قدر العقل على حساب النقل وتخوض في حق النصوص بل و أنبياء الله بما يتعارض تماما مع التبجيل في جانب النصوص و العصمة في جانب الأنبياء كما تخرصت المجان من قبل في حق "يحيى و سالومي و المسيح والمجدلية"فينتفي أن يكون يحيى حصورا والمسيح عفيفا و كما يقول الأستاذ/ ناصر المنشاوي في كتابه "الجوانب الخفية" (وهذه من عورات الحضارة الحديثة التي استباحت باسم حرية القول الاجتراء على مقام الأنبياء).

والفريق الثاني المحتكر ليس بأقل فسادا من سلفه لأنه يتاجر بالدين ويسمسر على الرغم أنه يلتصق دائما بالنص التصاقا شكليا ويمجد الشريعة لا عن إيمان وإنما لمغنم دنيوي فاستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير وارتضى أحط العبودية لأحط الموالي لأنه جعل النص مطيته إلى غايته كالكتبة والفريسيين الذين (يحاسبون الناس على البعوضة و يبلعون الجمل) (ويرون القذى الذي هو في أعين الناس ولا يرون الخشبة التي هي في أعينهم) وقال الله فيهم "فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون) وقال أيضا (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله).

المحتقر و المحتكر للدين أقذر من بعضهما وهما وجهان سلبيان من أوجه التفاعل مع الدين والتدين الحقيقي يقطر سلسلا من سلسل من بين فرث و دم لبنا خالصا سائغا للشاربين. فلا مكان للزنادقة المهرطقة فريق الغمز واللمز ولا مكان أيضل للكهنوت فريق النفعية والاستثمارية الحاصرين النص و تأويله على مبتغاهم ليضفوا شرعية وهمية دينية على مراد دنيوي حقير.
"ملحوظة" والله لا أقصد أحدا أو جماعة بعينها و إنما أكتب عن قضية عامة في كل الأمكنة و الأزمنة
[right]