نبي مسرور لنملة عليه تثور
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
نبي مسرور لنملة عليه تثور
المصدر : موقع الرحمة المهداة www.mohdat.com
نبي مسرور لنملة عليه تثور
خميس النقيب
اليوم في عالم الثورات، تجد بين الثائر والثائر عليه مفارقات وتناقضات،، لا حوارات ولا تفاهمات، لا استجابات ولا تعهدات، لا ثقات ولا حتى ضمانات، وإنما أقساط من الضربات للمحتجين من جميع الاتجاهات، قناصة يضربون الثائرين في مصر واليمن وغيرهم، أما في ليبيا تقصفهم طائرات!!.
حوار بين الخالق والمخلوق: لما لا نتحاور؟! فقد أجري الله (الخالق) حوار مع الشيطان (المخلوق) جاء في آخره: (قالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ إِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ)[الأعراف: 14-15)]، كما أجرى الله: "جبار الأرض والسموات" حوار مع الفرعون: "طاغية الأرض" وهو في عرض البحر قبل أن يصاب بالغرق: "وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ * لآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ)[يونس: 90- 91)] كل ذلك سجل في القرآن ليتعلم منه السلف والخلف! وهذا الطرح قد يتفق مع طغاة اليوم الذين أغلقوا كل أبواب الحوار في وجه المصلحين منذ سنين، وعندما ضاق الخناق عليهم كما ضاق علي فرعون قيل لهم ألزموا بيوتكم أو سجونكم، أو قبوركم! وهنا أحيل أصحاب القصور، مدمني الكراسي، وذوي المناصب أن يتعلموا من هذه الثورة.
ثورة نملة ورد فعل نبي! بين أيدينا حوار من نوع آخر! بين سليمان الملك والنملة الضعيفة، بين اغني أهل الأرض: (َقالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ) [ص35)] يطلب المغفرة أولا ثم الملك، فأعطي هذا الملك! كانت الريح تحمله والطير تخدمه والجن تغوص فتستخرج له من الكنوز ما يريد وتبني له من الصروح ما يشاء، وكان كل ذلكما يزيده إلا تواضعا حتى عندما استقر عنده عرش بلقيس رد الفضل لله ووجه الشكر لله: (قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) [النمل: 40)] وهو الذي قال كما ورد: لتسبيحة واحدة في صحيفة المؤمن أفضل عند الله من ملك آل داود وسليمان!
نملة تعلم أمة: نملة هي حشرة قد نحتقرها لكنها عند خالقها عظيمة.. تسبحه وتذكره كيف؟! قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (قرصت نملة نبيا من الأنبياء فأمر بقربة النمل فأحرقت فأوحى الله - تعالى - إليه أن قرصتك نملة أحرقت أمة من الأمم تسبح؟ متفق عليه في مشكاة المصابيح ولنستمع جميعا للقران: (حتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ) [النمل: 18 19)].
حوار رائع ورد فعل من سليمان أروع: نظم الجيش نفسه بقيادة سليمان للسير إلى معركة، فكان في غاية الانضباط: (ويوزعون)، والقصة على قصرها إلا أنها تضرب مثلا لنملة إيجابية، نملة شجاعة، نملة ثائرة.. نملة علمت الأمة! كان من الممكن أن تهرب وحدها وتدخل جحرها، لكنها أول نملة رأت الجيش قبل غيرها من النمل، فخشيت على أمتها، لم تعش لنفسها، رغم أنه كان من الممكن أن تموت تحت الأقدام وهي تنادي على النمل، لكنها تقدم من أجل أخواتها، وتضحي من أجل حياة الآخرين، ولهذا تبسم سيدنا سليمان! أيكون الله - سبحانه وتعالى - قد ساق لنا قصة النملة هذه ليقول لنا: عار عليكم أيها الرجال، وأيتها النساء، يا أصحاب العقول.. يا أصحاب القلوب.. أن تكون نملة صغيرة لديها من التضحية ما تجهلون وعندها الإيجابية ما تفتقدون؟!
بلاغة من نوع فريد: النملة ثارت فقدمت نداء: (يا أيها النمل) وأمر: (ادخلوا) ونهي: (لا يحطمنكم) وتعميم: (يحطمنكم) واعتزار: (وهم لا يشعرون) كل ذلك في جملة واحدة في آية واحدة وكأنها درست البلاغة في أعظم جامعات البلاغة، ربما لذلك تبسم سليمان وسميت السورة باسم النمل! أيقتلهم سليمان.. كلا! أيغضب منهم سليمان كلا! أيشجبهم سليمان كلا.. وإنما يتعلم منهم: (فتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ)(النمل: 19).
رد فعل رائع: هذه ليست أخلاق جيش سليمان، فجيش الحق والخير لا يقتل حتى النمل، والمؤمن لا يؤذي حتى النمل.
تبسم سليمان من قولها، وأعجب من كلامها، لأنه تضمن إيجابية، والاعتذار عن الجيش. ثم شكر الله على أن وهبه القدرة على سماع ذبذبات صوت النمل.
وليس أزيز الطيران والرصاص والقنابل التي تقتل شيوخ ونساء وأطفال المسلمين في كل وهم يثورون ضد الظلم والفساد والطغيان، نعم نادي الشباب عبر الفيسبوك لثورة علي الظلم والظالمين فكان نصيبهم تشويه وتقتيل وإبعاد إلا أن الله كان معهم فنصرهم وسيظل معهم أن التزموا طريقه، واتبعوا نبيه، وطبقوا منهجه!.
إن سليمان - عليه السلام - عندما سمع الكلام ليحطمنكم استوقف النملة واخذ يبحث في نفسه ويسأل أيها النملة هل أنا ظالم! وهذا ما كان يجب أن يفعله كل حاكم، يتخلص من ظلمه واستبداده وفساده الذي ظهر لاحقا بعد القوط في تونس ومصر وقبل السقوط الأحق بإذن الله في ليبيا واليمن! ورد في بعض كتب التفسير: "في قوله - عز وجل -: (فتبسم ضاحكا من قولها) قال لما قالت النملة: (يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده) حملت الريح صوت النملة إلى سليمان وهو مار في الهواء والريح قد حملته فوقف، وقال عليّ بالنملة فلما أتي بها، قال سليمان: يا أيتها النملة، أما علمت أني نبي الله وأني لا أظلم أحدا، قالت النملة: بلى، قال سليمان: فلم تحذرينهم ظلمي، وقلت: يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم قالت النملة خشيت أن ينظروا إلى زينتك فيفتتنوا بها، فيعبدون غير الله - عز وجل –".
كان رد فعل النبي الكريم والرسول الحكيم أن تبسم ضاحكًا من قول هذه النملة لفهمها واهتدائها إلى تحذير النمل، واستشعر نعمة الله عليه، فتوجَّه إليه داعيًا: ربِّ ألْهِمْني، ووفقني، أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليَّ وعلى والديَّ، وأن أعمل عملا صالحًا ترضاه مني، وأدخلني لا بعملي وإنما برحمتك في نعيم جنتك مع عبادك الصالحين الذين ارتضيت أعمالهم!.
أسلم علي يد نملة: هناك أمر رائع ومبدع في قصة النملة في كلمة: "يَحْطِمَنَّكُمْ" تأمل معي... قبل أعوام قليلة اجتمع مجموعة من علماء الكفّار في سبيل البحث عن خطأ في كتاب الله - تعالى - حتى تثبت حجتهم بأن الدين الإسلامي دين... لا صحة فيه وبدأوا يقلبون المصحف الشريف، ويدرسون آياته، حتى وصلوا إلى الآية الكريمة: "يَحطِمَنَّكم".... وهنا اعترتهم الغبطة والسرور فها قد وجدوا في نظرهم ما يسيء للإسلام، فقالوا بأن الكلمة: " يَحطِمَنَّكم " من التحطيم والتهشيم و التكسير فكيف يكون لنملة أن تتحطم؟ فهي ليست من مادة قابلة للتحطم!.
إذن فالكلمة لم تأتَ في موضعها، هكذا قالوا: (كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا) وبدأوا ينشرون اكتشافهم الذي اعتبروه عظيماَ، ولم يجدوا ولو رداً واحداً على لسان أحد، وبعد أعوام مضت من اكتشافهم، ظهر عالم أسترالي أجرى بحوثاً طويلة على تلك المخلوقة الضعيفة ليجد ما لا يتوقعه إنسان على وجه الأرض لقد وجد أن النملة تحتوي على نسبة كبيرة من مادة الزجاج ولذلك ورد اللفظ المناسب في مكانه المناسب وعلى إثر هذا أعلن العالم الأسترالي إسلامه.
مثل ضربه الله في القرآن لثورة نملة لتعلمنا الفرق بين الإيجابية والسلبية، والمقصود من ذلك ألا يكون الإنسان سلبي وعاجز وألا يكون عبء زائد على المجتمع.
فإذا دعي إلي شيء يجب أن يلبي، وإذا طلب منه شيء عليه أن يفكر إذا كان قادرا على فعله، والمقصود من هذه الأمثال أن لا تقف بين يدي الله يوم القيامة أبكم سلبيًا؟ ولتكن إيجابيًا في حياتك العملية! كوني أختي المسلمة إيجابية مع زوجك وأولادك ومجتمعك، كن أخي المسلم إيجابيتًا مع ربك أولا تكن إيجابيا مع الآخرين، وكما قال احد السلف كنا نلتقي ونفترق علي ثلاث كلمات: من عمل لآخرته كفاه الله - عز وجل - دنياه، ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس، ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته.
لنكن جميعا إيجابيين نحيا سعداء آمنين، اللهم فرج كرب الثائرين في ليبيا واليمن وفي كل الميادين يا رب العالمين، اللهم أوزعنا أن نشكر نعمتك التي أنعمت علينا، وأن نعمل صالحا ترضاه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين، اللهم اشرح صدورنا وأحسن ختامنا وجمل خلاصنا.. اللهم اجعلنا مع النبيين والصديقين والصلحين والشهداء وحسن أولئك رفيقا، اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل، ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا، وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلي أهله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين..
نبي مسرور لنملة عليه تثور
خميس النقيب
اليوم في عالم الثورات، تجد بين الثائر والثائر عليه مفارقات وتناقضات،، لا حوارات ولا تفاهمات، لا استجابات ولا تعهدات، لا ثقات ولا حتى ضمانات، وإنما أقساط من الضربات للمحتجين من جميع الاتجاهات، قناصة يضربون الثائرين في مصر واليمن وغيرهم، أما في ليبيا تقصفهم طائرات!!.
حوار بين الخالق والمخلوق: لما لا نتحاور؟! فقد أجري الله (الخالق) حوار مع الشيطان (المخلوق) جاء في آخره: (قالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ إِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ)[الأعراف: 14-15)]، كما أجرى الله: "جبار الأرض والسموات" حوار مع الفرعون: "طاغية الأرض" وهو في عرض البحر قبل أن يصاب بالغرق: "وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ * لآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ)[يونس: 90- 91)] كل ذلك سجل في القرآن ليتعلم منه السلف والخلف! وهذا الطرح قد يتفق مع طغاة اليوم الذين أغلقوا كل أبواب الحوار في وجه المصلحين منذ سنين، وعندما ضاق الخناق عليهم كما ضاق علي فرعون قيل لهم ألزموا بيوتكم أو سجونكم، أو قبوركم! وهنا أحيل أصحاب القصور، مدمني الكراسي، وذوي المناصب أن يتعلموا من هذه الثورة.
ثورة نملة ورد فعل نبي! بين أيدينا حوار من نوع آخر! بين سليمان الملك والنملة الضعيفة، بين اغني أهل الأرض: (َقالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ) [ص35)] يطلب المغفرة أولا ثم الملك، فأعطي هذا الملك! كانت الريح تحمله والطير تخدمه والجن تغوص فتستخرج له من الكنوز ما يريد وتبني له من الصروح ما يشاء، وكان كل ذلكما يزيده إلا تواضعا حتى عندما استقر عنده عرش بلقيس رد الفضل لله ووجه الشكر لله: (قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) [النمل: 40)] وهو الذي قال كما ورد: لتسبيحة واحدة في صحيفة المؤمن أفضل عند الله من ملك آل داود وسليمان!
نملة تعلم أمة: نملة هي حشرة قد نحتقرها لكنها عند خالقها عظيمة.. تسبحه وتذكره كيف؟! قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (قرصت نملة نبيا من الأنبياء فأمر بقربة النمل فأحرقت فأوحى الله - تعالى - إليه أن قرصتك نملة أحرقت أمة من الأمم تسبح؟ متفق عليه في مشكاة المصابيح ولنستمع جميعا للقران: (حتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ) [النمل: 18 19)].
حوار رائع ورد فعل من سليمان أروع: نظم الجيش نفسه بقيادة سليمان للسير إلى معركة، فكان في غاية الانضباط: (ويوزعون)، والقصة على قصرها إلا أنها تضرب مثلا لنملة إيجابية، نملة شجاعة، نملة ثائرة.. نملة علمت الأمة! كان من الممكن أن تهرب وحدها وتدخل جحرها، لكنها أول نملة رأت الجيش قبل غيرها من النمل، فخشيت على أمتها، لم تعش لنفسها، رغم أنه كان من الممكن أن تموت تحت الأقدام وهي تنادي على النمل، لكنها تقدم من أجل أخواتها، وتضحي من أجل حياة الآخرين، ولهذا تبسم سيدنا سليمان! أيكون الله - سبحانه وتعالى - قد ساق لنا قصة النملة هذه ليقول لنا: عار عليكم أيها الرجال، وأيتها النساء، يا أصحاب العقول.. يا أصحاب القلوب.. أن تكون نملة صغيرة لديها من التضحية ما تجهلون وعندها الإيجابية ما تفتقدون؟!
بلاغة من نوع فريد: النملة ثارت فقدمت نداء: (يا أيها النمل) وأمر: (ادخلوا) ونهي: (لا يحطمنكم) وتعميم: (يحطمنكم) واعتزار: (وهم لا يشعرون) كل ذلك في جملة واحدة في آية واحدة وكأنها درست البلاغة في أعظم جامعات البلاغة، ربما لذلك تبسم سليمان وسميت السورة باسم النمل! أيقتلهم سليمان.. كلا! أيغضب منهم سليمان كلا! أيشجبهم سليمان كلا.. وإنما يتعلم منهم: (فتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ)(النمل: 19).
رد فعل رائع: هذه ليست أخلاق جيش سليمان، فجيش الحق والخير لا يقتل حتى النمل، والمؤمن لا يؤذي حتى النمل.
تبسم سليمان من قولها، وأعجب من كلامها، لأنه تضمن إيجابية، والاعتذار عن الجيش. ثم شكر الله على أن وهبه القدرة على سماع ذبذبات صوت النمل.
وليس أزيز الطيران والرصاص والقنابل التي تقتل شيوخ ونساء وأطفال المسلمين في كل وهم يثورون ضد الظلم والفساد والطغيان، نعم نادي الشباب عبر الفيسبوك لثورة علي الظلم والظالمين فكان نصيبهم تشويه وتقتيل وإبعاد إلا أن الله كان معهم فنصرهم وسيظل معهم أن التزموا طريقه، واتبعوا نبيه، وطبقوا منهجه!.
إن سليمان - عليه السلام - عندما سمع الكلام ليحطمنكم استوقف النملة واخذ يبحث في نفسه ويسأل أيها النملة هل أنا ظالم! وهذا ما كان يجب أن يفعله كل حاكم، يتخلص من ظلمه واستبداده وفساده الذي ظهر لاحقا بعد القوط في تونس ومصر وقبل السقوط الأحق بإذن الله في ليبيا واليمن! ورد في بعض كتب التفسير: "في قوله - عز وجل -: (فتبسم ضاحكا من قولها) قال لما قالت النملة: (يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده) حملت الريح صوت النملة إلى سليمان وهو مار في الهواء والريح قد حملته فوقف، وقال عليّ بالنملة فلما أتي بها، قال سليمان: يا أيتها النملة، أما علمت أني نبي الله وأني لا أظلم أحدا، قالت النملة: بلى، قال سليمان: فلم تحذرينهم ظلمي، وقلت: يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم قالت النملة خشيت أن ينظروا إلى زينتك فيفتتنوا بها، فيعبدون غير الله - عز وجل –".
كان رد فعل النبي الكريم والرسول الحكيم أن تبسم ضاحكًا من قول هذه النملة لفهمها واهتدائها إلى تحذير النمل، واستشعر نعمة الله عليه، فتوجَّه إليه داعيًا: ربِّ ألْهِمْني، ووفقني، أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليَّ وعلى والديَّ، وأن أعمل عملا صالحًا ترضاه مني، وأدخلني لا بعملي وإنما برحمتك في نعيم جنتك مع عبادك الصالحين الذين ارتضيت أعمالهم!.
أسلم علي يد نملة: هناك أمر رائع ومبدع في قصة النملة في كلمة: "يَحْطِمَنَّكُمْ" تأمل معي... قبل أعوام قليلة اجتمع مجموعة من علماء الكفّار في سبيل البحث عن خطأ في كتاب الله - تعالى - حتى تثبت حجتهم بأن الدين الإسلامي دين... لا صحة فيه وبدأوا يقلبون المصحف الشريف، ويدرسون آياته، حتى وصلوا إلى الآية الكريمة: "يَحطِمَنَّكم".... وهنا اعترتهم الغبطة والسرور فها قد وجدوا في نظرهم ما يسيء للإسلام، فقالوا بأن الكلمة: " يَحطِمَنَّكم " من التحطيم والتهشيم و التكسير فكيف يكون لنملة أن تتحطم؟ فهي ليست من مادة قابلة للتحطم!.
إذن فالكلمة لم تأتَ في موضعها، هكذا قالوا: (كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا) وبدأوا ينشرون اكتشافهم الذي اعتبروه عظيماَ، ولم يجدوا ولو رداً واحداً على لسان أحد، وبعد أعوام مضت من اكتشافهم، ظهر عالم أسترالي أجرى بحوثاً طويلة على تلك المخلوقة الضعيفة ليجد ما لا يتوقعه إنسان على وجه الأرض لقد وجد أن النملة تحتوي على نسبة كبيرة من مادة الزجاج ولذلك ورد اللفظ المناسب في مكانه المناسب وعلى إثر هذا أعلن العالم الأسترالي إسلامه.
مثل ضربه الله في القرآن لثورة نملة لتعلمنا الفرق بين الإيجابية والسلبية، والمقصود من ذلك ألا يكون الإنسان سلبي وعاجز وألا يكون عبء زائد على المجتمع.
فإذا دعي إلي شيء يجب أن يلبي، وإذا طلب منه شيء عليه أن يفكر إذا كان قادرا على فعله، والمقصود من هذه الأمثال أن لا تقف بين يدي الله يوم القيامة أبكم سلبيًا؟ ولتكن إيجابيًا في حياتك العملية! كوني أختي المسلمة إيجابية مع زوجك وأولادك ومجتمعك، كن أخي المسلم إيجابيتًا مع ربك أولا تكن إيجابيا مع الآخرين، وكما قال احد السلف كنا نلتقي ونفترق علي ثلاث كلمات: من عمل لآخرته كفاه الله - عز وجل - دنياه، ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس، ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته.
لنكن جميعا إيجابيين نحيا سعداء آمنين، اللهم فرج كرب الثائرين في ليبيا واليمن وفي كل الميادين يا رب العالمين، اللهم أوزعنا أن نشكر نعمتك التي أنعمت علينا، وأن نعمل صالحا ترضاه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين، اللهم اشرح صدورنا وأحسن ختامنا وجمل خلاصنا.. اللهم اجعلنا مع النبيين والصديقين والصلحين والشهداء وحسن أولئك رفيقا، اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل، ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا، وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلي أهله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين..
أبوأنس- عدد المساهمات : 11
تاريخ التسجيل : 06/04/2011
رد: نبي مسرور لنملة عليه تثور
سبحان اللهرد فعل رائع: هذه ليست أخلاق جيش سليمان، فجيش الحق والخير لا يقتل حتى النمل، والمؤمن لا يؤذي حتى النمل.
تبسم
سليمان من قولها، وأعجب من كلامها، لأنه تضمن إيجابية، والاعتذار عن
الجيش. ثم شكر الله على أن وهبه القدرة على سماع ذبذبات صوت النمل.
من أضعف المخلوقات نتعلم
مواضيع مماثلة
» الى اخى ماهر رحمة الله عليه
» بالصور : كنز لاكبر مجموعة صور لاثار النبى عليه الصلاة والسلام
» وقفة مع إحدى النسمات العطرة أم المؤمنين "زينب بنت جحش" زوجة النبى "صلى الله عليه وسلم"
» بالصور : كنز لاكبر مجموعة صور لاثار النبى عليه الصلاة والسلام
» وقفة مع إحدى النسمات العطرة أم المؤمنين "زينب بنت جحش" زوجة النبى "صلى الله عليه وسلم"
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى