لازالت قدس الأقداس
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
لازالت قدس الأقداس
منذ العام الميلادي 2004 وأنا لا أكاد اتابع أي من اخبار التعليم أو الامتحانات أو حتى نتيجة الثانوية العامة إلا من بعيد وبعيد جدا ،، بل ربما يمر علي يوم نتيجة الثانوية العامة (( ذلك الحدث الجلل )) كيوم عادي جدا لا أنتظره مطلقا طالما أحد أبناء شقيقاتي (( متعهم الله بالصحة والعافية )) خارج هذه الشهادة في هذه السنة.
ولكن سبحان بمجرد أن رزقت بابنتي التي لم تتعدى شهرها السابع بعد تغيرت هذه النظرة وتبدلت هذه القناعة بين ليلة وضحاها ،، أصبح لي اهتمام خاص جد بسير العملية التعليمية في مصر ،، وأصبحت أعقد المقارنات بين ما أراه حاليا في دول الخليج العربي وبين نفس المنظومة في الحبيبة مصر ،، أصبح لي هم أبحث عنه ،، أصبح لي مستقبل أريد أن يكون الأفضل ،، هل سيكون همها الأول منذ يوم الأحد هو الحصة الأخيرة من يوم الخميس ،، هل ستضطر لرفع الأثقال المسماه بالحقيبة المدرسية ذهابا وايابا من بيتنا بداير الناحية إلى حيث المؤسسة على البحر. هل ستعاني في تحدث وكتابة الإنجليزية إلى حين تصل مرحلة الجامعة.
والتحدي الحقيقي ،، هل ستفكر من اليوم الأول لدخول المدرسة في يوم ظهور نتيجة الثانوية العامة ،، وهل ستكون قناعتها مغايرة تماما لقناعتي الحالية وترغب في دخول كلية الطب ،، وهل حين أسئلها (( تحبي تطلعي أيه )) سوف تجيبني بنفس الإجابة التي مللتها حاليا (( دكتورة )).
بالطبع أنا لا أريدها بكلية الطب أو حتى كلية الهندسة أو أي كلية كانت ولكني وفقط أريدها ناجحة في حياتها العملية ،، تميزة أي كان هذا التميز ،، والسؤال الملح الذي أسئله لنفسي حاليا (( لماذا كانت ثقافة المجتمع في هذه الفترة كلها تصب نحو كليتي الطب والهندسة ،، بالتأكيد الإجابة ستكون ،، للحالة المادية المرتفعة والمكانة الاجتماعية الناتجة بالقطع عن هذه الحالة المادية لهذه الفئات.
ولكن ألم تتغير هذه النظرة تماما ومنذ فترة ليست بالقليلة أم أننا لازلنا نسير في الاتجاه المعاكس.
بالله عليكم أخبروني ،، بعد عقد مقارنة بسيطة أيهم أعلا راتبا حاليا (( محاسب في أحد الشركات المحترمة أو رئيس حسابات أو مدير مالي )) أم طبيب ممارس ينهك نفسه بين ضغط العمل الحكومي و العيادة الخاصة.
ألم نعي بعد أن كثير جدا من المجالات تحتاج فقط لبعض المهارات من أبنائنا مثل اللغة واحتراف التعامل مع أجهزة الحاسوب ،، بالله عليكم أخبروني ،، ما هو راتب مدير أحد الفنادق حاليا ،، وما هي المميزات التي يحصل عليها مدير تسويق محترف في أحدى الشركات المحترمة.
إذا كانت هذه هي الأوضاع من حولنا فلماذا لازالت نظرتنا نحن كما هي ،، ولماذا لم نحاول ان نغير قناعات أبنائنا في أن يسلكوا ما يحبوه وأن يجتهدوا فيما يحسنوه ،، لماذا مازلنا مصرين على كليتي الطب والهندسة.
كل هذه التسؤلات دارت في ذهني وانا أتابع تقارير في جميع المحطات الفضائية ليلة امس عن (( قدس الأقداس )) الثانوية العامة المصرية ،، ولكم حزنت ونحن بعد 25 يناير أن أرى نفس المشهد الكلاسيكي المكرر لأولياء الأمور الذين تركوا أعمالهم وأوقفوا نشاطاتهم في هذه الساعات من صباح أمس فقط للوقوف في درجة حرارة لا تقل عن 40 درجة مئوية و الانتظار لمدة ثلاث ساعات كاملة لحين خروج الأبناء من امتحان مادة اللغة العربية.
ما هذا الضغط غير المبرر من ولي الأمر على ولده ولماذا وقد رأيت أغلب الوجوه في هذه التقارير ومن الطبيعي أن تكون لمحافظة القاهرة ،، وجوه لأولياء أمور متعلمين يدركون تماما هذه التغيرات الحادثة وان تحصيل الأموال الرواتب المحترمة لم تعد قاصرة على كليات القمة ،، ولماذ يفرد فرد عين على جميع الطلبة الحصول على ال50 درجة في جميع المواد ،، هل هذه هي مصر بعد 25 يناير ، هل تغير فينا شيء للاحسن.
هل يسعى كل ولي أمر من اليوم أن يجد الأفضل لولده من خلال مطالباته السياسية و الاجتماعية سواء كان هذا الولد طالب بكلية من كليات القمة أو طالب ثانوي صناعي ،، وهل لا يوجد حق لهذه الفئات في حياة أفضل من اليوم.
هل نقتنع بعد اليوم أن أختيارنا لعضو مجلس الشعب أو عضو مجلس الشورى (( إن وجد )) أو لرئيس الجمهورية أهم كثيرا من حرصنا على توجيه الأبناء لضرورة الحصول على الدرجات النهائية ،، هل نقتنع أن من حق الطالب أن يجتهد وأن يجد نتيجة لهذا الاجتهاد أي كانت درجته وأي كانت كليته.
متى ينكسر هذا الصنم المسمى الثانوية العامة من قلوب المصريين ،، متى نقنع أنفسنا أن الأفضل ليس دائما ما نعتقد أنه الأفضل ،، بل ربما رزقنا الله أفضل كثيرا مما نعتقد.
هل سنرى العام القادم مدرسي المدارس الثانوية هم من يراقبون امتحانات طلابهم أم ندور مجددا في فلك ضرورة ذهاب الطلبة لمدرسة خارج بلدهم ومراقبين من خارج المحافظة في تقليد لا مثيل له على مستوى دول العالم وحتى الأكثر تخلفا منها.
وما داعي تاجيل امتحانات (( قدس الأقداس)) إلى ما بعد جميع امتحانات مرحلة التعليم الأساسي.
هل نفكر يوما أن يكون امتحان الثلاثة صفوف للمرحلة الثانوية في يوم واحد ونفس المدرسين كمراقبين وفي نفس المدرسة ،، كما هو الحال في جميع دول الخليج العربي التي نظن أنهم متخلفون.
وهل تكون هذه الامتحانات بهذه الطريقة غير مؤثرة مطلقا على باقي امتحانات مراحل التعليم الأساسي فنرى مدرسي المرحلة الاعدادية يختبرون ويراقبون على مدارسهم وطلابهم في نفس اليوم الذي يارقب فيه مدرسي المدارس الثانوية بصفوفهم الثلاثه على طلابهم. بيكسب الطلاب أكثر من ثلاثة أسابيع اما لتوزيع المنهج والمراجعات إذا كانت داخل الدراسة أو للخلود للراحة وأخذ الوقت الكافي بين سنتين دراسيتين إذا كانت خارج الدراسة.
وهل فعلا نتحمل مسئولية أبنائنا في اختيار الأفضل سواء مجالس محلية أو مجالس نيابية أو انتخابات رئاسة ،، ونقتنع أن العدل الاجتماعي يجب أن يسود ،، وان نأد تحت أقدامنا فكرة التقديس الاجتماعي لمهن معينة.
قبل وبعد كل شيء أحب فقط أن أسجل كامل احترامي وتقديري لكليتي القمة بالتأكيد وأن أرسل سلامي الخاص جدا لجميع منتسبيهم من أصدقائي على المنتدى.
ولكنها خاطرة دارت في بالي فاحببت أن تشاركوني فيها ،، ربما أكون جانبت الصواب أو أبعدت التفسير ،، وبحواري معكم ووجودي بينكم أصحح مجددا ،، لعلي أرى الأفضل لأبنائي وأبناء مصر إن شاء الله.
ولكن سبحان بمجرد أن رزقت بابنتي التي لم تتعدى شهرها السابع بعد تغيرت هذه النظرة وتبدلت هذه القناعة بين ليلة وضحاها ،، أصبح لي اهتمام خاص جد بسير العملية التعليمية في مصر ،، وأصبحت أعقد المقارنات بين ما أراه حاليا في دول الخليج العربي وبين نفس المنظومة في الحبيبة مصر ،، أصبح لي هم أبحث عنه ،، أصبح لي مستقبل أريد أن يكون الأفضل ،، هل سيكون همها الأول منذ يوم الأحد هو الحصة الأخيرة من يوم الخميس ،، هل ستضطر لرفع الأثقال المسماه بالحقيبة المدرسية ذهابا وايابا من بيتنا بداير الناحية إلى حيث المؤسسة على البحر. هل ستعاني في تحدث وكتابة الإنجليزية إلى حين تصل مرحلة الجامعة.
والتحدي الحقيقي ،، هل ستفكر من اليوم الأول لدخول المدرسة في يوم ظهور نتيجة الثانوية العامة ،، وهل ستكون قناعتها مغايرة تماما لقناعتي الحالية وترغب في دخول كلية الطب ،، وهل حين أسئلها (( تحبي تطلعي أيه )) سوف تجيبني بنفس الإجابة التي مللتها حاليا (( دكتورة )).
بالطبع أنا لا أريدها بكلية الطب أو حتى كلية الهندسة أو أي كلية كانت ولكني وفقط أريدها ناجحة في حياتها العملية ،، تميزة أي كان هذا التميز ،، والسؤال الملح الذي أسئله لنفسي حاليا (( لماذا كانت ثقافة المجتمع في هذه الفترة كلها تصب نحو كليتي الطب والهندسة ،، بالتأكيد الإجابة ستكون ،، للحالة المادية المرتفعة والمكانة الاجتماعية الناتجة بالقطع عن هذه الحالة المادية لهذه الفئات.
ولكن ألم تتغير هذه النظرة تماما ومنذ فترة ليست بالقليلة أم أننا لازلنا نسير في الاتجاه المعاكس.
بالله عليكم أخبروني ،، بعد عقد مقارنة بسيطة أيهم أعلا راتبا حاليا (( محاسب في أحد الشركات المحترمة أو رئيس حسابات أو مدير مالي )) أم طبيب ممارس ينهك نفسه بين ضغط العمل الحكومي و العيادة الخاصة.
ألم نعي بعد أن كثير جدا من المجالات تحتاج فقط لبعض المهارات من أبنائنا مثل اللغة واحتراف التعامل مع أجهزة الحاسوب ،، بالله عليكم أخبروني ،، ما هو راتب مدير أحد الفنادق حاليا ،، وما هي المميزات التي يحصل عليها مدير تسويق محترف في أحدى الشركات المحترمة.
إذا كانت هذه هي الأوضاع من حولنا فلماذا لازالت نظرتنا نحن كما هي ،، ولماذا لم نحاول ان نغير قناعات أبنائنا في أن يسلكوا ما يحبوه وأن يجتهدوا فيما يحسنوه ،، لماذا مازلنا مصرين على كليتي الطب والهندسة.
كل هذه التسؤلات دارت في ذهني وانا أتابع تقارير في جميع المحطات الفضائية ليلة امس عن (( قدس الأقداس )) الثانوية العامة المصرية ،، ولكم حزنت ونحن بعد 25 يناير أن أرى نفس المشهد الكلاسيكي المكرر لأولياء الأمور الذين تركوا أعمالهم وأوقفوا نشاطاتهم في هذه الساعات من صباح أمس فقط للوقوف في درجة حرارة لا تقل عن 40 درجة مئوية و الانتظار لمدة ثلاث ساعات كاملة لحين خروج الأبناء من امتحان مادة اللغة العربية.
ما هذا الضغط غير المبرر من ولي الأمر على ولده ولماذا وقد رأيت أغلب الوجوه في هذه التقارير ومن الطبيعي أن تكون لمحافظة القاهرة ،، وجوه لأولياء أمور متعلمين يدركون تماما هذه التغيرات الحادثة وان تحصيل الأموال الرواتب المحترمة لم تعد قاصرة على كليات القمة ،، ولماذ يفرد فرد عين على جميع الطلبة الحصول على ال50 درجة في جميع المواد ،، هل هذه هي مصر بعد 25 يناير ، هل تغير فينا شيء للاحسن.
هل يسعى كل ولي أمر من اليوم أن يجد الأفضل لولده من خلال مطالباته السياسية و الاجتماعية سواء كان هذا الولد طالب بكلية من كليات القمة أو طالب ثانوي صناعي ،، وهل لا يوجد حق لهذه الفئات في حياة أفضل من اليوم.
هل نقتنع بعد اليوم أن أختيارنا لعضو مجلس الشعب أو عضو مجلس الشورى (( إن وجد )) أو لرئيس الجمهورية أهم كثيرا من حرصنا على توجيه الأبناء لضرورة الحصول على الدرجات النهائية ،، هل نقتنع أن من حق الطالب أن يجتهد وأن يجد نتيجة لهذا الاجتهاد أي كانت درجته وأي كانت كليته.
متى ينكسر هذا الصنم المسمى الثانوية العامة من قلوب المصريين ،، متى نقنع أنفسنا أن الأفضل ليس دائما ما نعتقد أنه الأفضل ،، بل ربما رزقنا الله أفضل كثيرا مما نعتقد.
هل سنرى العام القادم مدرسي المدارس الثانوية هم من يراقبون امتحانات طلابهم أم ندور مجددا في فلك ضرورة ذهاب الطلبة لمدرسة خارج بلدهم ومراقبين من خارج المحافظة في تقليد لا مثيل له على مستوى دول العالم وحتى الأكثر تخلفا منها.
وما داعي تاجيل امتحانات (( قدس الأقداس)) إلى ما بعد جميع امتحانات مرحلة التعليم الأساسي.
هل نفكر يوما أن يكون امتحان الثلاثة صفوف للمرحلة الثانوية في يوم واحد ونفس المدرسين كمراقبين وفي نفس المدرسة ،، كما هو الحال في جميع دول الخليج العربي التي نظن أنهم متخلفون.
وهل تكون هذه الامتحانات بهذه الطريقة غير مؤثرة مطلقا على باقي امتحانات مراحل التعليم الأساسي فنرى مدرسي المرحلة الاعدادية يختبرون ويراقبون على مدارسهم وطلابهم في نفس اليوم الذي يارقب فيه مدرسي المدارس الثانوية بصفوفهم الثلاثه على طلابهم. بيكسب الطلاب أكثر من ثلاثة أسابيع اما لتوزيع المنهج والمراجعات إذا كانت داخل الدراسة أو للخلود للراحة وأخذ الوقت الكافي بين سنتين دراسيتين إذا كانت خارج الدراسة.
وهل فعلا نتحمل مسئولية أبنائنا في اختيار الأفضل سواء مجالس محلية أو مجالس نيابية أو انتخابات رئاسة ،، ونقتنع أن العدل الاجتماعي يجب أن يسود ،، وان نأد تحت أقدامنا فكرة التقديس الاجتماعي لمهن معينة.
قبل وبعد كل شيء أحب فقط أن أسجل كامل احترامي وتقديري لكليتي القمة بالتأكيد وأن أرسل سلامي الخاص جدا لجميع منتسبيهم من أصدقائي على المنتدى.
ولكنها خاطرة دارت في بالي فاحببت أن تشاركوني فيها ،، ربما أكون جانبت الصواب أو أبعدت التفسير ،، وبحواري معكم ووجودي بينكم أصحح مجددا ،، لعلي أرى الأفضل لأبنائي وأبناء مصر إن شاء الله.
عبدالمعبود بدر- عدد المساهمات : 10
تاريخ التسجيل : 05/04/2011
رد: لازالت قدس الأقداس
أقول لك سيدي الفاضل إنها ثقافة مجتمع بأكمله لماذا ؟
لأن نظرة المجتمع لأي وظيفة غير هاتين الوظيفتين نظرة دونية
أما بخصوص العملية التعليمية فحدث بلا حرج انهيار تام للعملية التعليمية والمسببات كثربضم الكاف والثاء
تكدس المبنى الدراسي اهمال شأن المعلم عملية التدريبات للمعلم المتابعة والقائمين عليها وعملية المتابعة ذاتها
عملية التدريس ذاتها وما يشوبها من تلقين وعدم استنباط عملية تعليمية تعتمد علي مهارات مختلفة
الدروس الخصوصية وغيرها الكثير
لأن نظرة المجتمع لأي وظيفة غير هاتين الوظيفتين نظرة دونية
أما بخصوص العملية التعليمية فحدث بلا حرج انهيار تام للعملية التعليمية والمسببات كثربضم الكاف والثاء
تكدس المبنى الدراسي اهمال شأن المعلم عملية التدريبات للمعلم المتابعة والقائمين عليها وعملية المتابعة ذاتها
عملية التدريس ذاتها وما يشوبها من تلقين وعدم استنباط عملية تعليمية تعتمد علي مهارات مختلفة
الدروس الخصوصية وغيرها الكثير
رد: لازالت قدس الأقداس
ن التعليم هو كلمة السر فى ازدهار وتقدم أية أمة، كما أنه قلب الحضارة
النابض الذى يضخ دماء الحداثة والتجديد والوعى فى عقل وتفكير الشعوب،
فتراثنا وحضارتنا تشهد لأسلافنا بما قدموه من جهد علمى وتعليمى، أضاء حياة
الإنسانية على مدار قرون عديدة، وكان بمثابة الأسس المتينة التى شيد عليها
الغرب حضارتهم الحالية، لذا استهدف أعداؤنا على مر تاريخنا، التعليم
ومؤسساته، حتى يتمكنوا من القضاء على حضارتنا وهويتنا الإسلامية والعربية،
ويستطيعوا سلخ أبنائنا عن ثوابتنا فبدأوا بتنفيذ مخططاتهم الخبيثة مع ضعف
الخلافة العثمانية، وبدأوا بالتغلغل فى مؤسساتنا التعليمية والتربوية، وذلك
عن طريق نشر مبادئ وقيم دمرت تعليمنا، مستغلين سلاح المعونات والخبرة
المزعومة.
ولعل أشهر هذه المخططات ما قام به القس (دانلوب) فى ظل الاستعمار
البريطانى لمصر، حيث وضع استراتيجية تعليمية طويلة الأمد، ما زالت تفسد
تعليمنا حتى الآن، قامت فى الأساس على فصل النظرية عن التطبيق، وعلمنة
المناهج، ونزع ما بها من قيم وأخلاقيات، كما توالت الاتفاقيات بين الجهات
المانحة والحكومات المختلفة لتقييد التعليم المصرى على مر تاريخه فى الحقبة
الحديثة، فكان السبب الرئيسى فى تخلفنا عن الركب الحضارى وهروب الكفاءات
العلمية من أوطاننا، ليعمروا المحافل العلمية فى أمريكا وأوروبا.
وأصبح لزاماً علينا إذا أردنا أن نركب قطار الحضارة من جديد، ونأخذ مكاننا
فى عالم أصبح لا يعرف غير لغة العلم والتكنولوجيا والتقدم العلمى الذى لا
يرحم الجهلاء أو أنصاف المتعلمين، أن نخطط من جديد لتعليمنا بحيث نضع خططاً
واستراتيجيات جادة، منبثقهً من هويتنا وثوابتنا الإسلامية والعربية.
كما لابد لنا من أن نتخلص من أنظمة التقويم العقيمة، التى أصبحت تطيح بحياة
أبنائنا لا مستقبلهم فقط، وما امتحانات الثانوية القاتلة عنا ببعيد، فليس
هناك نظام تعليمى أو تقويمى فى العالم، يدفع الطلاب للانتحار أو يصيبهم
بانفجارات فى المخ أو انهيارات عصبية أو هستيرية البكاء، كما شاهدنا فى
«مسلخة» امتحانات الثانوية الأعوام الماضية، وما ذلك إلا دليل واضح على مدى
عقم النظام التعليمى المصرى.
ولعل تجربة دول نمور شرق آسيا التى أثبتت للجميع، أن التعليم والبحث
العلمى هو سفينة الإنقاذ التى تخرج أمتنا من ظلمات بحر الجهل اللجى إلى نور
شمس الحضارة والازدهار.
ولا أدرى إلى متى يستمر فصل النظرية عن التطبيق فى التعليم المصرى،
فمؤسساتنا التعليمية، سواء ما قبل الجامعى أو الجامعى، تعانى من فصل تام
بين النظريات التى تدرس فى مدارسنا وجامعاتنا وبين التطبيق العملى لها،
وذلك بالرغم من أن جميع الخبراء التعليميين يؤكدون أن النهضة التعليمية
تنطلق من أسس ثلاثة، أولها وضع استراتيجية تعليمية طويلة الأمد لا تتأثر
بتغيير الوزراء، وتنبعث من ثوابتنا الوطنية والإسلامية، وثانيها ربط تام
بين النظرية والتطبيق العملى لها، وثالثها ارتباط المناهج التعليمية بسوق
العمل واحتياجاته.
ولكن للأسف، نجد أن الأسس الثلاثة فى مصرنا التائهة بين تخبط الحكومات
المختلفة وخضوع الوزارات لأهواء الوزراء قد انهارت، فلا توجد استراتيجية
طويلة أو حتى قصيرة الأمد، فكل وزير يأتى يهدم ما قبله ويبدأ من أول السطر.
كما نجد أن هناك فصلاً تاماً بين النظرية والتطبيق العملى لها، ويكفى أن
نعلم أن التقويم التراكمى الذى طبقته دول العالم المتقدمة، وكان له الفضل
فى نهضة الكثير من الدول، ويقوم أصلًا على التطبيق العملى للتدريس، تحول
بقدرة الإهمال ونقص الإمكانيات وفشل المسؤولين إلى نظام مبتور عمق فصل
النظرية عن تطبيقاتها العملية، أما العنصر الثالث فهو غير موجود بالمرة.
وقد أصبح من الضرورى بعد ثورة 25 يناير أن تتغير نظرة أصحاب القرار فى مصر
نحو التعليم، فبالرغم من الخطب الرنانة التى نسمعها من كل منهم فى المحافل
التعليمية المختلفة عن أهمية النهوض بالتعليم، إلا أننا نجد الواقع يشهد
بمدى الإهمال الذى يعانيه التعليم، وأن الحفظ والتلقين هو سيد الموقف فى
الفصول الدراسية، بل يعلم معظم الخبراء أن أكثر من 20% من طلاب مرحلة
التعليم الأساسى يعانون من أمية القراءة والكتابة.
النابض الذى يضخ دماء الحداثة والتجديد والوعى فى عقل وتفكير الشعوب،
فتراثنا وحضارتنا تشهد لأسلافنا بما قدموه من جهد علمى وتعليمى، أضاء حياة
الإنسانية على مدار قرون عديدة، وكان بمثابة الأسس المتينة التى شيد عليها
الغرب حضارتهم الحالية، لذا استهدف أعداؤنا على مر تاريخنا، التعليم
ومؤسساته، حتى يتمكنوا من القضاء على حضارتنا وهويتنا الإسلامية والعربية،
ويستطيعوا سلخ أبنائنا عن ثوابتنا فبدأوا بتنفيذ مخططاتهم الخبيثة مع ضعف
الخلافة العثمانية، وبدأوا بالتغلغل فى مؤسساتنا التعليمية والتربوية، وذلك
عن طريق نشر مبادئ وقيم دمرت تعليمنا، مستغلين سلاح المعونات والخبرة
المزعومة.
ولعل أشهر هذه المخططات ما قام به القس (دانلوب) فى ظل الاستعمار
البريطانى لمصر، حيث وضع استراتيجية تعليمية طويلة الأمد، ما زالت تفسد
تعليمنا حتى الآن، قامت فى الأساس على فصل النظرية عن التطبيق، وعلمنة
المناهج، ونزع ما بها من قيم وأخلاقيات، كما توالت الاتفاقيات بين الجهات
المانحة والحكومات المختلفة لتقييد التعليم المصرى على مر تاريخه فى الحقبة
الحديثة، فكان السبب الرئيسى فى تخلفنا عن الركب الحضارى وهروب الكفاءات
العلمية من أوطاننا، ليعمروا المحافل العلمية فى أمريكا وأوروبا.
وأصبح لزاماً علينا إذا أردنا أن نركب قطار الحضارة من جديد، ونأخذ مكاننا
فى عالم أصبح لا يعرف غير لغة العلم والتكنولوجيا والتقدم العلمى الذى لا
يرحم الجهلاء أو أنصاف المتعلمين، أن نخطط من جديد لتعليمنا بحيث نضع خططاً
واستراتيجيات جادة، منبثقهً من هويتنا وثوابتنا الإسلامية والعربية.
كما لابد لنا من أن نتخلص من أنظمة التقويم العقيمة، التى أصبحت تطيح بحياة
أبنائنا لا مستقبلهم فقط، وما امتحانات الثانوية القاتلة عنا ببعيد، فليس
هناك نظام تعليمى أو تقويمى فى العالم، يدفع الطلاب للانتحار أو يصيبهم
بانفجارات فى المخ أو انهيارات عصبية أو هستيرية البكاء، كما شاهدنا فى
«مسلخة» امتحانات الثانوية الأعوام الماضية، وما ذلك إلا دليل واضح على مدى
عقم النظام التعليمى المصرى.
ولعل تجربة دول نمور شرق آسيا التى أثبتت للجميع، أن التعليم والبحث
العلمى هو سفينة الإنقاذ التى تخرج أمتنا من ظلمات بحر الجهل اللجى إلى نور
شمس الحضارة والازدهار.
ولا أدرى إلى متى يستمر فصل النظرية عن التطبيق فى التعليم المصرى،
فمؤسساتنا التعليمية، سواء ما قبل الجامعى أو الجامعى، تعانى من فصل تام
بين النظريات التى تدرس فى مدارسنا وجامعاتنا وبين التطبيق العملى لها،
وذلك بالرغم من أن جميع الخبراء التعليميين يؤكدون أن النهضة التعليمية
تنطلق من أسس ثلاثة، أولها وضع استراتيجية تعليمية طويلة الأمد لا تتأثر
بتغيير الوزراء، وتنبعث من ثوابتنا الوطنية والإسلامية، وثانيها ربط تام
بين النظرية والتطبيق العملى لها، وثالثها ارتباط المناهج التعليمية بسوق
العمل واحتياجاته.
ولكن للأسف، نجد أن الأسس الثلاثة فى مصرنا التائهة بين تخبط الحكومات
المختلفة وخضوع الوزارات لأهواء الوزراء قد انهارت، فلا توجد استراتيجية
طويلة أو حتى قصيرة الأمد، فكل وزير يأتى يهدم ما قبله ويبدأ من أول السطر.
كما نجد أن هناك فصلاً تاماً بين النظرية والتطبيق العملى لها، ويكفى أن
نعلم أن التقويم التراكمى الذى طبقته دول العالم المتقدمة، وكان له الفضل
فى نهضة الكثير من الدول، ويقوم أصلًا على التطبيق العملى للتدريس، تحول
بقدرة الإهمال ونقص الإمكانيات وفشل المسؤولين إلى نظام مبتور عمق فصل
النظرية عن تطبيقاتها العملية، أما العنصر الثالث فهو غير موجود بالمرة.
وقد أصبح من الضرورى بعد ثورة 25 يناير أن تتغير نظرة أصحاب القرار فى مصر
نحو التعليم، فبالرغم من الخطب الرنانة التى نسمعها من كل منهم فى المحافل
التعليمية المختلفة عن أهمية النهوض بالتعليم، إلا أننا نجد الواقع يشهد
بمدى الإهمال الذى يعانيه التعليم، وأن الحفظ والتلقين هو سيد الموقف فى
الفصول الدراسية، بل يعلم معظم الخبراء أن أكثر من 20% من طلاب مرحلة
التعليم الأساسى يعانون من أمية القراءة والكتابة.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى