مصر عابرة الثورات

منذ أكثر من ستين عاما مضت ونحن نرضخ تحت ظل حكومات كان همها الآول أن تكون هى المسيطرة على مجريات الامور , ولم يكن فى حسبانها المواطن العادى الذى عانى الآمرين فى بلده دون أن يأخذ نصيبه وحقوقه من حكومته على الوجه الآكمل . لقد عانى أجدادنا سابقا من الآستعمار الآجنبى , سواء الفرنسى أو الآنجليزى , فكانت الثورة المصرية الآولى والتى حدثت عندما كانت مصر محتلة من الفرنسيين , تنيجة أخلال نابليون بوعوده مع المصريين بخصوص فرض الضرائب , فقامت على أثرها الثورتين الآولى والثانية .

لم تكن ثورة 25 يناير 2012 هى أولى الثورات فى تاريخ الشعب المصرى , فشعبنا دائما ينهض مع الشعور بالظلم والآضطهاد , لكن للأسف الشديد أستنهاض شعبنا بيأخذ صبر كبير وسنوات طوال , لآن من طبيعة شعبنا الصبر , لآن الشعب المصرى مثله مثل بقية الشعوب العربية , وهذه موروثات ورثناه من أجدادنا ألا نستسلم للظلم البين , والذى إذا أستشعرنا به , فلا راد لآرادة الشعوب العربية , فالشعب المصرى يكون مستعدا أن يقدم حياته فداء للوطن من أجل التحرر من عصابة الظلم والفساد , ومن قهرهم لنا , وهذه سمة موجودة فى الشعب المصرى وبقية الشعوب العربية .

فلم نخلق حتى نكون جبناء أو خانعين أو نكون مغيبين مدى العمر ! إننا دائما نتفاعل مع الآحداث , ولنا باع طويل وصبر لا حدود له , لاننا صبرنا على الظلم سنين وبلا حدود , فشعبنا على مدار تاريخه عرف بأنه شعب ثورى , لكن كثير من الحكام أنخدع فى سكون ووداعة وصبر هذا الشعب . ولا ننسى أن الزعيم أحمد عرابى وزعيم الآمة سعد زغلول كل منهما قام على الحكام الظلمة بثورات للمطالبة بحقوق شعب مصر .

ويقول الشاعر : إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد لليل أن ينجلى ولابد للقيد أن ينكسر , ولذلك حين عم الفساد من الملك فاروق وأسرة محمد على من قبله , لم يرضى الشعب بالظلم الذى ساد فى البلاد , مما دفع بالجيش أن يثور على الملك وحكمه الظالم , وما دام الشعب ثار على حكم الفساد فلابد وأن يسقط الحاكم الظالم .
بعدها خلعت ثورة محمد نجيب حكم الملك الفاسد , الى أن جاءت ثورتنا المجيدة لتعيد للشعب كرامته التى غابت عنه سنوات طوال لنتحرر من عبودية أستعمار داخلى أستعمرنا ما يقرب من ثلاثين عاما .